الحلقة الثالثة : نتعرف فى هذه الحلقة على محسن آخر من المحسنات البديعية وهو ( السجع : أى إتفاق الفواصل المتتالية فى آخر حرف منطوق وحركته ، والفاصلة هى الكلمة الآخيرة فى الجملة ، السجع محسن بديعي خاص بالنثر ، يكون جميلاً إن جاء طبيعيًا دون تكلف ) مع بعض الأمثلة مثل ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم أعط منفقًا خلفًا ، وأعط ممسكًا تلفًا ) أو قولنا ( إنه من عاش مات ، ومن مات فات ) وسر جمال السجع أنه يكسب التعبير جرسًا موسيقيًا مؤثرًا ، مما يقوي الفكرة ، ويستميل النفس إليها .
كما نتعرف أيضًا على ( التصريع : وهو إتفاق شطري البيت الأول من القصيدة فى الحرف الأخير وحركته ) مثل قول شوقي ( ريمُ على القاعِ بينَ البانِ والعلمِ .. أحلَّ سفك دمي فى الأشهرِ الحُرُمِ ) ويكمن سر جمال التصريع فى أنه يعطي جرسًا موسيقيًا مؤثرًا فى النفس .
ثم نتعرف على ( الازدواج : وهو توازن الجمل فى الطول أو القصر مع الإيقاع الموسيقى ، وهو خاص بالنثر فقط ) مثل قول أمامة بنت الحارث : ... ولكنها تذكرة للغافل ، ومعونة للعاقل . وأن سر جمال الازدواج يكمن فى أنه يحدث إيقاعًا موسيقيًا يطرب الأذن . كما أن السجع والازدواج يمكن أن يجتمعا فى الكلام وقد لا يجتمعان مثل : " أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ... "
ونتعرف أيضًا على ( حسن التقسيم : وهو تقسيم بيت الشعر إلى جمل متساوية فى الطول أو القصر ) مثل قول مطران : ( متفردُ بصبابتي متفردُ بكآبتي متفردُ بعنائي ) وقول أمير الشعراء أحمد شوقي : ( الوصلُ صافيةُ والعيشُ ناغيةُ والسعدُ حاشيةُ والدهرُ ماشينا ) ، درس شيق وممتع مع الأستاذ محمود ذكى خبير اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم .